الأحد، 31 أكتوبر 2010

الطلاب عازفون عن الكتاب المدرسي

كد د. شريف عمر، رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب، أن تحقيق معايير الجودة العالمية للتعليم في مصر نوع من الطموح، مشيرا إلي ارتباط تحقيق الجودة بعدة عوامل منها كفاءة المعلم ومناخ العملية التعليمية، متسائلا: كيف يستقيم العمل المدرسي بشكل مثالي ليقتنع الطالب بما يقدم له؟ وردا علي سؤال لـ"صوت البلد" خلال مؤتمر "العائد الاقتصادي والاجتماعي للتعليم" والذي نظمه مركز "شركاء التنمية" حول عزوف الطلاب عن الكتاب المدرسي ومدي الاحتياج إلي تطويره،  وكيفية التغلب علي كثرة عدد طلاب الجامعات داخل المدرج، وصعوبة توصيل المادة العلمية، أجاب عمر أن الكتاب المدرسي يكلف الدولة مليار جنيه سنويا، ومع ذلك يحتاج إلي تطوير لأنه لا يجب أن يبقي علي هذا الشكل حيث إنه لا يحتوي علي ما يجذب الأطفال والمعلم للاستفادة منه، وأضاف: بالنسبة للجامعات فلن تنصلح أحوالها إلا إذا انصلحت حال الأستاذ الجامعي، فيجب أن يتفرغ أساتذة الجامعات، ومقابل ذلك "يكرموا" ويمنحوا مميزات واضحة ومكانة مرموقة داخل المجتمع لأنهم لآليء هذه الأمة، فيجب الارتقاء برواتبهم وانتقاء الكيانات الجامعية ورؤساء الأقسام، كل ذلك يحتاج إلي إعادة تقييم.
مطالبا بزيادة الرقابة الشعبية واشتراك المجتمع في الارتقاء بمستوي التعليم لأن ذلك جزء مهم في العملية التعليمية، وأشاد بتجربة مدرسة أرمنت الابتدائية بالمنيا القائمة علي الجهود الذاتية ولولا احتضان أهالي البلد الصغيرة لها ما وصلت حيث نسبة حضور الطلاب 100 %، ومعامل الكمبيوتر تستخدم بالفعل عكس ما يحدث في أغلب المدارس، والمدرسة نظيفة جدا، بالإضافة لوجود مدير مثقف وواعٍ، كل ذلك نتيجة احتضان المجتمع  الواعي لهذه المدينة الصغيرة للمدرسة المجانية.
وأشار د. مصطفي كامل، أستاذ العلوم السياسية والمدير التنفيذي لشركاء التنمية، إلي الانفصام الواضح بين التعليم وسوق العمل، وانخفاض العائد الاقتصادي للتعليم، مؤكدا صعوبة تغلب النظام التعليمي علي النسيج الطبقي، متسائلا: متي يمكن للنظام التعليمي أن يلعب دورا في الحراك الاجتماعي؟ وتحدث د. سمير نعيم، أستاذ الأنثربيولوجيا والعميد الأسبق لكلية الآداب جامعة عين شمس، عن تأثير العولمة في العملية التعليمية مشيرا إلي وجود طبقة عليا وشرائح تنتمي للطبقة الوسطي تلحق أولادها بالتعليم الخاص والأجنبي، وطبقة أخري من رجال الأعمال ومحتكري السلع الذين يسيطرون علي الثروة في مصر، ليكون التعليم والاحتكار والسلطة والنفوذ ليخرج الطفل فيجد نفسه يدور في نفس هذا "السيستم". وأضاف نعيم: التعليم في مصر فاقد اقتصادي في جوهره، لعدم وجود تناسق بين التعليم والإنتاج، فنجد أحيانا خريج الهندسة من الجامعات الحكومية يخرج للحياة العملية "ليركب السيراميك" وخريج الطب "ليتاجر في الأدوية"، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلي إصلاح أنظمتنا التعليمية والسياسية والاجتماعية.
بينما ذهب د. أحمد زايد، أستاذ الاجتماع، إلي احتياج المجتمع لإصلاح السياسات العامة وإصلاح التعليم بشكل خاص، وتبني سياسات جديدة في العملية التعليمية، والنظر في علاقات الطبقات الاجتماعية المختلفة ببعضها، والنظر في علاقة الدولة بهذه الطبقات، ومعرفة لصالح أي طبقة مجتمعية تعمل الدولة، محذرا من خطورة انهيار التعليم في مصر لأنه بذلك ستنهار الطبقة الوسطي حيث يرتبط مصيرها بالتعليم.
وطالب زايد بصياغة مشروع قانون يلزم رجال الأعمال والوزراء السابقين وأعضاء البرلمان وكل من تعلم تعليماً مجانياً وتقلد مناصب مرموقة وظروفه المادية تسمح بأن يسدد ثمن التعليم الذي  تلقاه علي أن تستغل هذه الأموال لتطوير العملية التعليمية، ودعا إلي ابتكار حلول وأفكار غير تقليدية للتغلب علي المشكلة.
وتري د.صفاء الأعصر، أستاذ علم النفس، أن التعليم يجب أن يقدم بواسطة متخصصين مؤهلين ومدربين مع ربط التعليم بالقيم الاجتماعية الإيجابية والتوجهات الاجتماعية الإيجابية، لأنه مؤسسة اجتماعية مؤثرة لذلك لا يمكن النظر لمنظومة التعليم بمعزل عن باقي المنظومات والمؤسسات في المجتمع، مطالبة بضرورة تغيير الفكر النمطي الشائع بين أفراد المجتمع بأن الهدف من التعليم هو الحصول علي الشهادة وليس اكتساب خبرات ومهارات، لذلك يلجأ الطالب إلي اكتساب قدر من المعلومات باستخدام الذاكرة للحصول علي مجموع ضخم دون النظر للتعليم نفسه، وكذلك توعية ولي الأمر الذي يريد حصول ابنه علي مجموع كبير، بصرف النظر عن محصلته من العملية التعليمية.
كما حذرت الأعصر من خطورة استخدام التعليم اجتماعيا كوسيلة للفرز، لأن الشهادة ومكان الحصول عليها يؤديان إلي تصنيف اجتماعي وانعدام تكافؤ الفرص.
وأكدت د. مديحة الصفتي، أستاذ علم الاجتماع، أن التعليم يكرس التمييز الطبقي، ومعاناة الأسرة المنتمية للطبقة المتوسطة في ظل انعدام مجانية التعليم، ووجود تطلعات لديها بالنسبة لأبنائها، فنجد أن مصروفات التعليم تحظي بالنصيب الأكبر من ميزانية الأسرة علي حساب المجالات الأخري كالرعاية الصحية والتغذية، مطالبة بالعمل علي إفراز خريجين متميزين صالحين لسوق العمل.
وانتقد حسن الشامي، رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية، حجم إنفاق الدولة علي التعليم، والذي لا يتجاوز 4.7% من الدخل القومي بينما تنفق الأسرة حوالي 05% من دخلها علي تعليم الأبناء.    


المصدر المصدر : القاهرة: صوت البلد http://www.apatop.com/article.php?cat=13&article=6629

الأرشيف الصحفي: لرئيس مبارك لن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة



الأرشيف الصحفي: لرئيس مبارك لن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة

لرئيس مبارك لن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة

لرئيس مبارك لن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة
الكاتب : عبير حمدى

الرئيس مبارك لن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة

توقع محمد أنور عصمت السادات مؤسس حزب الاصلاح والتنمية ونائب الشعب سابقاً في حواره مع "صوت البلد" عدم خوض الرئيس مبارك الانتخابات الرئاسية المقبلة..
مطالباً مرشح الحزب الوطني أيا كان بأكتساب مصداقيته من الناس والعمل علي امتصاص رغبة ورهبة الشعب، وفي الوقت ذاته نفي تماماً وجود أي احتمال لخوض أحد أفراد أسرة السادات للانتخابات الرئاسية المقبلة لانعدام فرصة المستقلين إذا لم تتغير المادة 76 من الدستور.. مؤكدا أنه لا يعمل بالسياسة من أسرة السادات سوي شخصه وشقيقه طلعت الذي أصيب بالاحباط نظراً لظروفه الأخيرة ويفكر في عدم خوض انتخابات الشعب القادمة لتعرضها لحملة اغتيال أدبي ومعنوي بتشويه سمعتيهما لرفضهما الانضمام للحزب الوطني عقب نجاحهما في انتخابات الشعب 2005، أما بالنسبة لخلافات جيهان وسكينة السادات فأكد أنها عائلية جداً وبعيدة تماماً عن السياسة . وأضاف أنه بانتظار الموافقة علي حزبه خلال هذا الشهر ليعمل بشكل رسمي ويستكمل حملة "مياهنا حياتنا" التي بدأها وهو تحت التأسيس. وأشار إلي العلاقات الطيبة التي تربطه بجماعة الإخوان واحقيتهم في إنشاء حزب سياسي شرط فصل الدين عن السياسة . وأكد استحالة اتحاد اليمين واليسار داخل الجمعية الوطنية للتغيير لفقدنا ثقافة العمل الجماعي والمؤسسي، كما قدم براءة كامب ديفيد من تصدير الغاز لإسرائيل وإلي نص الحوار.

-متي سيعمل حزب الاصلاح والتنمية بشكل رسمي؟
بالفعل تقدمنا بكل الأوراق المطلوبة إلي لجنة شئون الأحزاب وفي انتظار قرارها بالموافقة أو الرفض خلال هذا الشهر.

-وما الجديد الذي ينفرد به حزبك عن باقي الأحزاب؟
لم ننشيء حزباً لحل مشاكل مصر ولكننا من الناس التي تتمني ان تري "مصر حلوة" ونعتبر فريقاً ضمن الفرق الأخري ننافس علي الساحة السياسية، ولم نيأس ولدينا أمل كبير في الاصلاح خاصة اصلاح ما حدث لسلوكيات الشخصية المصرية حيث بدأ يتسرب للفرد المصري والأسرة عادات سيئة من الممكن أن تقضي علي الشعب إذا لم نسترجع منظومة القيم والعيب وأخلاق القرية والبيت الكبير (والخشي والحياء) حتي لا تبقي العملية (سداح مداح).. في السابق كنا نري قضايا السرقة والقتل والرشاوي ولكن ليس بهذا العنف والبشاعة.

-ألم تجد حزباً واحداً يتفق مع أيديولوجيتك وقناعتك لتنضم إليه بدلاً من إنشاء حزب جديد؟
لا أنكر وجود بعض الاحزاب التي تجتهد ولكنها محدودة والحياة الحزبية مليئة بالصراعات والتنافس والغيرة وبالتالي فقدت تأثيرها وتحولت إلي لافتات جميلة ومن يجتهد منها فأجتهاده غير مؤثر ومنها من يتحجج بتضيق الأمن عليهم والبعض الآخر يتحجج بسيطرة الحزب الوطني علي الحياة السياسة ولكن الاخطر من وجهة نظري الصراعات الداخلية في الأحزاب.

-وماذا عن تجربة انضمامك لحزب الجبهة الديمقراطيه وانفصالك عنه؟
أولاً انضامي للجبهة الديمقراطيه كنت حسن النية واعتبر ذلك تجربة تعلمت منها كثيراً لأن هذا الحزب استمد قوته من الرموز المؤسسة له فولد اسماً كبيراً برموزه مثل د. مصطفي كمال طلبة ود. محمد غنيم والمستشار يحيي الجمل وحازم الببلاوي وغيرهم وهؤلاء جميعاً انسحبوا وتركوا الحزب كما فعلت أنا، لأن كل منا كان يتصور أنه داخل حزب لا يمتلكه أحد.. حزب كل مؤسس وعضو سيشارك ولن تكون هناك أي تحفظات.

-ومن من هؤلاء الرموز وللأسماء الكبيرة مؤسس معك لحزب الاصلاح والتنمية؟
حزبنا أغلبيته من الشباب الواعد النشط لأني مقتنع تماماً بأن الشغل داخل الأحزاب لا يحتاج إلي "يفط" ودكتور فولان أو الوزير السابق علان لان الشباب لديه استعداد كبير للتحرك والعمل الجاد والطريقة الكلاسيكية في الأحزاب لا تصلح الآن، ممكن يتواجد في الحزب بعض الرموز والحكماء لكن في الكراسي الخلفية لإعطاء الحكمة والخبرة والعظمة للجيل الجديد "يعني مش هما اللي يسوقوا بل يجلسوا في الكراسي الخلفية ونحن نسوق" ورأيت رموزاً كثيرة واسماء محترمة داخل بعض الأحزاب ولكن مع الاسف أسماء تجلس علي الكراسي "دول مش مكانهم حزب لأنهم مش هيفهموا أم محمد بتاعت الجرجير".

-إذن أنت تدعو لتلاحم وتفاعل الأحزاب مع الجماهير؟
طبعاً البدلة التي ارتديها تحتها جلابية انا رجل شعبي وشفت الناس لما بتحب وتقتنع ممكن تعمل إيه.

-رؤيتك للمشهد السياسي الآن وتوقعاتك بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
نحن نمر بأيام صعبة للغاية ونحتاج لعشر شخصيات علي الأقل مثل د. البرادعي شخصيات محترمة محل قبول الناس تصلح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ولكن مع الاسف الشديد كل من يصلح بعد أو تباعد لاستشعارهم باحتمالات التعرض للاذي والظلم.

-وهل تتوقع ان يكون مرشح الحزب الوطني للانتخابات الرئاسية هو الرئيس مبارك أم نجله؟
لا اعتقد ان الرئيس مبارك سيكون أحد المتنافسين في الانتخابات الرئاسية القادمة، أما بالنسبة لنجله فأتصور أن أي شخص يريد ترشيح نفسه لهذا المنصب الخطير عليه أن يقدم علي اصلاحات وحركة تغيير كبيرة ليأخذ مصداقيته من الشارع ويستطيع امتصاص رغبة ورهبة الناس.

-هل من الممكن ان يترشح أحد أفراد عائلة السادات للرئاسة؟
أولاً لا يعمل في السياسة في أسرة السادات سوي أنا وشقيقي طلعت وهو لا ينتمي لأي حزب سياسي ولظروفه الصحية أصيب بنوع من الاحباط لدرجة أنه يفكر جدياً في عدم الترشح لانتخابات الشعب القادمة لشعوره أننا نتلقي ضربات ونخسر وكل ذلك علي حساب أسرنا وأشغالنا ونتعرض لحملات تشويه واغتيال أدبي ومعنوي، أما بالنسبة لشقيقي عفت فقد سبق وخاض تجربة الانتخابات مرة وقال كفاية، أما عن السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل أنور السادات وسكينة السادات فلا تعمل أي منهن في السياسة وما بينهما خلاف عائلي وليس سياسياً ويحدث في كل عائلة مصرية.

-ولماذا تتعرض أنت واخوك للاغتيال الأدبي وتشويه السمعة؟
لنبتعد عن العمل السياسي لاننا رفضنا الانضمام للحزب الوطني عقب نجاحنا في انتخابات الشعب عام 2005 وكان شرطي أنا وأخي للانضمام هو ان يتولي طلعت مهام رئيس الحزب وأنا الأمين العام وطبعاً اطلقنا هذا الشرط التعجيزي للحفاظ علي عهدنا مع أبناء دائرتنا بأن نظل مستقلين.

-وتوقعاتك بشأن انتخابات مجلس الشعب القادمة هل ستتغير الخريطة وتحل المعارضة محل الإخوان؟
اعتقد أن بعض الأحزاب سيحصد مقاعد بمجهوده ولكن البعض الآخر سيحصل عليها عن طريق المجاملات لأن مرشح الحزب الوطني في انتخابات 2011 يجب أن يقف أمامه عشرة مرشحين من المعارضة وفرصة المستقلين لخوض الانتخابات الرئاسية تكاد تكون معدومة ما لم يتم تعديل المادة 76 ولن يستطيع الترشح إلا الأحزاب التي مر عليها خمس سنوات ولها مقعد في البرلمان

-كلامك به إيحاءات بعدم وجود شفافية ونزاهة في الانتخابات!! رغم وجود لجنة عليا للانتخابات؟
اللجنة العليا للانتخابات بنص الدستور لجنة مستقلة ولكن حالها مثل حال المجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس القومي للمرأة.. إلخ.
الجميع يتقلد هذه المناصب بالتعيين وهي مجرد مسميات مطلوبة لاكتمال الشكل الدولي لأنه عند توقيع الاتفاقيات الدولية لابد ان يكون لدينا مجلس دولي يدافع عن حقوق الإنسان وآخر عن حقوق المرأة تماشياً مع المعايير الدولية وفي النهاية كل هذه الأجهزة "ناس متعينة كل منهم ممكن يمشي وميلاقيش الصبح كشك الحراسة والعربية علي باب البيت" وبالتالي يخسر الوجاهة الاجتماعية وهذا هو الحال.

-رأيك في حركات التغيير وهل من الممكن اتحاد اليسار مع اليمين داخل الجمعية الوطنية للتغيير؟
لا ننكر أن الحركات الاحتجاجية خلقت انتعاشة وساعدت علي تنمية الوعي السياسي للناس ولكت ليس لها تأثير يقود إلي تغيير، وجمعية د. البرادعي لا جدال ان مطالبها نفس مطالب جميع القوي الوطنية في مصر لكن كونها تضم أقطاباً من أقصي اليسار إلي أقصي اليمين فمن الصعب أن يتحدوا لأن كل منهم مخلص لما يؤمن ويعتقد ولكن مع الاسف الشديد المؤسسية في شغلنا صعبة جداً الانا والفردية هي المسيطرة إلي الآن.

-طالبت منذ أيام بمحاسبة المسئولين عن ملف المياه هل تري من وجهة نظرك أن هذا هو الحل؟
للأسف "معندناش مسئول بيتحاسب" مبدأ المحاسبة غير موجود لغياب وجود المؤسسات وتركز الأمور في يد شخص واحد والباقي يتحرك بناء علي رغباته ومن المفترض ان يكون للرمز كل الاحترام والتقدير ولكن علي البرلمان ان يحاسب والسلطة القضائية تحكم بالعدل وان يكون لدينا سيادة قانون حقيقية، وبالنسبة لأزمة المياه أري أنها أخطر من الحديث عن الاصلاح السياسي والتغيير فهي مسألة لا تحتمل الهزار وبالفعل طالبت بمحاسبة المسئولين عن هذا الملف لان فشلهم في إدارة الازمة علي مدي سنين طويلة يؤكد أننا لا نمتلك إدارة للازمة وهو ما سيحدث بعد أربع أو خمس سنوات لأننا اسرفنا في استهلاك المياه وتجاهلنا مشكلة المياه وحوض النيل.

-إذن كيف تري حل المشكلة من وجهة نظرك؟ وماذا قدم حزبك من اقتراحات لعل هذه الأزمة؟
أولاً قمنا في الحزب بحملة ومازالت مستمرة تحت شعار مياهنا حياتنا لتوعية الناس بأهمية المياه وسبل المحافظة عليها وبالفعل اقترحنا بعض الطرق لمعالجة هذه الازمة التي لا سبيل للخروج منها إلا بإحداث نوع من التوافق والتكامل مع الدول الافريقية فأيام الرئيس السادات انشأنا وزارة للتكامل مع السودان وبعد وفاته أطلقوا عليها تكامل الفقر وها نحن اليوم نخاف من انفصال السودان لان عادتنا دائماً أن نردم علي ما فعله من قبلنا، وأقول مرة أخري هذا الملف جزء منه متعلق بالدول الافريقية ولدينا في مصر خبراء في التفاوض وفي الري وعقليات محترمة هذا جزء الجزء، الاخر التعامل مع أفريقيا ليس فقط في جزئية المياه بل يجب تدخل المجتمع المدني والازهر الشريف وجهاز الرياضة.. إلخ.
وإحداث تعاون مشترك علي سبيل المثال اعطاء منح دراسية من الازهر لطلبة أفريقيا خاصة دول الحوض، عمل مباريات كرة قدم ودية بين الاندية المصرية ونظيرتها في أفريقيا، مع ملاحظة أن الافريقي عندما يأتي إلي مصر ويري نهر النيل وعلي شاطئيه المراكب العائمة والرقص والطبل يشعر بالغيرة والحسرة لعدم امتلاكه مثل هذا النهر وما علي شاطئيه ونحن نتعامل معهم باستعلاء وأخطأنا نفس المشكلة مع إخواننا في النوبة ومع الاسف الناس لا تتنبه لأمور كثيرة وتلطم الخدود بعد فوات الاوان.

-وماذا عن الحلول الداخلية للمحافظة علي المياه وفقاً لحملة مياهنا حياتنا؟
مع الاسف لدينا إدارة سيئة للغاية للموارد المائية يتم اهدار كميات كبيرة من المياه في سوء الاستخدام سواء في الزراعة وزراعة بعض المحاصيل الاكثر استهلاكاً للمياه مثل الارز والموز والبرسيم وقصب السكر لذلك نطالب بإعادة النظر في التركيب المحصولي والاخطر هو الاستخدام الترفي للمياه سواء في الملاهي المائية أو المنتجات السياحية ومحطات البنزين ويجب أن يشتري هؤلاء المياه بثمن غالي جداً وعلينا أيضاً تأمين المنبع مصادر المياه لأننا إذا استمررنا في استخدام المياه بهذا الشكل حتماً سنواجهه مشكلة.

-الا تعتقد ان إسرائيل لها دور كبير في أزمة المياه الحالية وأنها تعبث بحوض النيل؟
إسرائيل دولة لها مصالح ومن الممكن أنها تقوم "بالتسخين ضدنا" وممكن تلاعبنا شويه ولكن في النهاية من يشتري الاراضي الان في أوغندا والسعودية وقطر والكويت وبالطبع يريدون المياه لاستصلاح هذه الاراضي وفي النهاية العالم كله مصالح ولو كان رجال سفارتنا "مصحصحين" لآبلغوا القيادات هنا بكل شيء قبل تطور الأمور لكن مع الاسف رغم ان رجال السفارات في غاية الاحترام والاخلاص إلا أن الاغلبية تعتبر هذه الفترة نزهة وعلينا أن نعترف بوجود فقر ومشاكل تنمية في أفريقيا وأنها تحاول التخلص منه.

-كنت شريكاً أساسياً في حملة لا لتصدير الغاز رغم أننا نصدره لإسرائيل وفقا لمعاهدة كامب ديفيد التي وقعها الرئيس السادات.. ما تعليقك؟
المعاهدة تتحدث عن بيع مصر لإسرائيل البترول عند احتياج إسرائيل يكون لها الاولوية بشرط ان يكون لدي مصر فائض وان يكون البيع بالسعر العالمي وهذا لن يحدث فمصر لا تبيع الغاز لإسرائيل بالسعر العالمي ابداً بل أقل كثيراً أما بالنسبة لمعاهدة كامب ديفيد فهي أفضل ما كان يمكن أن يقدمه زعيم وحكومة وشعب وجيش في هذا التوقيت بعد خوض حرب شريفة عملنا سلام علي الملأ في النور وغيرنا بيعمل سلام من تحت الترابيزة وما حدث في حرب 73 هو أول انتصار عسكري حقيقي مصري منذ عهد محمد علي وأمثل ما حدث بوجود مارد أمامنا قمنا بصفعه علي وجهه إما أن يفوق المارد ويعتدل لنا وإما ان "أنط أحضنه" أي أعمل معاهدة سلام لأن بإمكانيات مصر في هذا التوقيت سواء من ناحية الجيش أو الحكومة أو الشعب ما حدث في 73 وكامب ديفيد كان الافضل.

-أخيراً أحب أن أتساءل عن طبيعة علاقتك بجماعة الإخوان؟ وهل تري احقيتهم في إنشاء حزب سياسي؟
تربطني بأغلب أعضاء الجماعة صداقة قوية وعلاقات طيبة وأري أن حقهم الطبيعي في تكوين حزب سياسي لا يستطيع أحد انكاره عليهم شرط ان يكون حزباً سياسياً مفصولاً تماماً عن الدين أي تكون الجماعة للدعوة أما الحزب فسياسي فقط وعدم اقحام الدين فيه.

اتحاد المجتمع المدني والحكومي لمواجهة انقطاع الكهرباء اتحاد المجتمع المدني والحكومي لمواجهة انقطاع الكهرباء

في إطار حرص المجتمع المدني بالتعاون مع الجهات الحكومية علي اتخاذ خطوات سريعة وجادة لترشيد الطاقة ووضع خطط وحلول لمواجهة مشكلة زيادة استهلاك الكهرباء مما يتطلب انشاء محطات ذات قدرة اعلى لزيادة معدلات توليد الطاقة والتي تتسبب بدورها في ارتفاع نسب الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، نظمت الجمعية المصرية للابحاث العلمية والبيئية ندوة موسعة تحت عنوان "المشاركة الاجتماعية لترشيد الطاقة والحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري" بقاعة مركز النيل للاعلام بالهيئة العامة للاستعلامات أمس الأول - الخميس - لتعزيز نشر فكر استخدام اللمبات الموفرة للطاقة بمشاركة عدة جهات.
وحذر طارق شلبي مدير ادارة آلية التنمية النظيفة بجهاز شئون البيئة من خطورة الغازات المسببة للاحتباس الحراري والناتجة عن استخدامات خاطئة للطاقة، والأثر السيئ لتلك الغازات من حيث ارتفاع معدل درجات الحرارة.. مؤكدا أن مصر التزمت باتفاقيات الترشيد للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وعرض محمد شعبان رئيس قطاع التسويق بشركة جنوب القاهرة للكهرباء تجربة الشركة في محافظة الجيزة وأكتوبر وحلوان وجنوب القاهرة، وقال: إن الشركة عملت احلالًا لأكثر من 180 مبنى حكوميًا، وبدأ التعاون أيضا مع القوات المسلحة في المباني الواقعة في نطاق الشركة كما أن الشركة تقوم بعمل دراسة الجدوى دون تكلفة على المبنى مع امكانية تقسيط المبلغ الخاص بالمهمات.
فيما قال د. ابراهيم يس المدير القومي لمشروع تحسين كفاءة الطاقة: هناك استراتيجية للعمل بالانارة الجديد ونشر فكر استخدام موفرات الطاقة والمقاييس الموضوعة للأجهزة واللمبات، فهناك انارة منزلية ولها مقاييس خاصة، وانارة الشوارع التي يتم دراستها من حيث شدة الاستضاءة الواجب توافرها والمسافة بين الأعمدة وكذلك ارتفاع العمود، فعند قياس شدة الاضاءة عند القلعة على سبيل المثال وجدوا انها خمسة اضعاف المفروضة والمطبقة دوليا.
واضاف: كما يُدرس حاليا امكانية خفض الاضاءة على الطرق السريعة في منتصف الليل عنها في أوله، وكيفه اتمام ذلك خاصة انه ثبت علميا أن العين لا تشعر بانخفاض الاضاءة عند الانخفاض بمقدار 20 %.
واستعرضت زينب حسين رئيس مجلس ادارة الجمعية، التجربة الميدانية للجمعية من نشر فكر الترشيد والتوعية بأهمية دور منظمات المجتمع المدني في كونه حلقة الوصل بين الجهات الحكومية والمجتمع.. مشيرة الي تجربة الجمعية السابقة في المجال ذاته من حيث عمل دورة تدريبية للشباب بمدرسة مبارك كول في أحد مصانع اللمبات الموفرة بالاضافة لعدد من ندوات التوعية التي ضمت شرائح مختلفة من المجتمع في مراكز الشباب أو القيادات التنفيذية والشعبية في مؤتمر افتتاحي العام الماضي وانارة عدة أماكن عامة باللمبات الموفرة وامتد النشاط هذا العام ليشمل العشوائيات بمحافظة الجيزة حيث قامت الجمعية بعمل قوافل للتوعية بأهمية ترشيد الطاقة وبيع اللمبات الموفرة في تلك المناطق.. هذا، ولاتزال القوافل مستمرة بالتعاون مع شركة كهرباء جنوب القاهرة.

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

طوارئ الحزب الوطني قضت علي الكوادر السياسية التي تصلح للرئاسة





طوارئ الحزب الوطني قضت علي الكوادر السياسية التي تصلح للرئاسة

عبير حمدى( الطبعة الورقية )



رافضا تعيين المرأة قاضية في مجلس الدولة لطبيعتها الأنثوية ونقص الخدمات التي تمكنها من اتمام عملها بكفاءة قائلا: الحكاية مش منظرة. وتوقع الجمل خوض الرئيس مبارك الانتخابات الرئاسية المقبلة ونجاحه منتقدا سيطرة الحزب الحاكم علي السلطات الثلاث في الدولة وأشار إلي صعوبة قيام حياة حزبية سليمة بدون إزالة القيود المتعلقة بإقامة الأحزاب ونشاطها وتعديل الدستور واحكام قانون مباشرة الحقوق السياسية واصفا المادة 76 من الدستور بالشاذة في الطول والمضمون وأنها ليس لها مثيل في جميع دساتير العالم وتفتح الباب أمام الجميع للترشح للرئاسة إلا علي مرشح الحزب الوطني لذلك التف الناس حول البرادعي رغبة في التغيير، ومعارضة للسياسات الوطن. كما حذر من اندماج رجال الأعمال في السلطة سواء داخل البرلمان أو الوزارة، ومن احتكار البعض للصناعات المهمة واصفا ذلك باندماج الثورة مع السلطة، وطالب بالغاء حالة الطوارئ واطلاق الحريات.

- كيف انتقلت من العمل الصحفي إلي مجلس الدولة؟ وما علاقة الرئيس السادات بذلك؟
عندما تخرجت في كلية الحقوق عام 1952 كنت الأول علي دفعتي، ولم أكن وصلت لسن الـ21، مما كان يحيق في ذلك الوقت بتعييني في السلطة القضائيية، وكنت اهوي كتابة القصص والشعر فقررت العمل في الصحافة، فذهبت إلي جريدة الشعب "الجمهورية حاليا" وكانت وقتها لسان حال الضباط الأحرار وسألت عامل الأسانسير أريد جريدة الشعب ولم أكن أعرف أن السادات كان وقتها رئيس مجلس الإدارة وعضو مجلس قيادة الثورة وبجواره حسين فهمي رئيس التحرير ونقيب الصحفيين وسألني السادات عن سبب وجودي؟ فأخبرته بأني الأول علي دفعتي وحاصل علي جيد جدا مع مرتبة الشرف وأريد أن أعمل بالصحافة فوضع السادات يده فوق كتفي وقال لي : تعالي معي وعرفني برئيس التحرير وهو حسين فهمي الذي كان يقف بجواره وأخبرني بأنه عضو مجلس قيادة الثورة وسألني لماذا تريد أن تعمل بالصحافة فأخبرته بأن هوايتني كتابة القصص والشعر كما أن سني أصغر من 21 سنة مما يعيق تعيني في سلك القضاء وطاللب السادات بتعييني وقال نريد شبابا جديدا يعمل بالصحافة ولاؤه للثورة وبالفعل تم تعيني براتب 25 جنيها شهريا رغم أن التعيين في السلطة القضائية كان براتب 12 جنيها وقال لي السادات وقتها "راتبك ضعف القضاه" وعملت في قسم التحقيقات وطلب مني عمل أي تحقيق مناسب من وجهة نظري بشرط أن يكون من داخل إحدي المحافظات واصطحبت معي مصورا بعد حصولي علي بدل سفر 50 جنيها واخترت طنطا ونزلنا من القطار وجلسنا علي أحد المقاهي وإذا برجل اقترب منا ويسأل انتم صحافيين ؟فأجابته نعم فقال أنا رئيس نقابة عمال السكة الحديد بطنطا وشكي من حال العمال والمناخ الصعب الذي يعيق تأدية عمله وذهبنا معه إلي الورش وسجلنا بالصوت والصورة متاعب العمال وشكواهم وسهرت ليلة كاملة أعمل علي صياغة الموضوع بشكل جيد وذهبت إلي الجريدة في اليوم التالي فأخبرني الساعي أن حسين فهمي رئيس التحرير يريدني وذهبت إلي مكتبه فوجدت عنده ضيوفا وسألني "رحت فين امبارح؟" فأخبرته فقال لي اذهب مع العقيد فلان من المباحث العامة شوف عايزين إيه وتعالي وأخذ مني التحقيق الصحفي عن متاعب عمال السكة الحديد واعطاه للعقيد اندهشت وتملكني احساس بأنني أعمل مع ناس تتخلي عني ولا تستطيع حمايتي وذهبت مع العقيد إلي "لاظوغلي" ودخلت لمكتب عبد العظيم فهمي رئيس المباحث في ذلك الوقت وسألني لماذا ذهبت إلي ورش السكة الحديد؟ وهل لك علاقة بالعمال؟ وأخبرني بأن بهم بعض الشيوعيين وأخذ الموضوع الصحفي والصور وقال لي خلاص اذهب إلي الجريدة ورجعت الجريدة وسألني رئيس التحرير عما حدث داخل لاظغولي فأخبرته وأنا كلي حزن وأسي وأنا علي يقين بأن العمل الصحفي بالنسبة لي انتهي.

- وكيف بدأ مشوارك مع مجلس الدولة؟
بعد أيام من هذا الحادث وصلتني ثلاثة خطابات بعلم الوصول واحد من مجلس الدولة والآخر من النيابة العامة أما الثالث فكان من هيئة قضايا الدولة وفي هذا الوقت لم يكن التعيين بالواسطة ولكن بالتقدير والأوائل يتم تعيينهم في أعلي الأجهزة القضائية وأنا قررت الانتماء لجهاز مجلس الدولة فذهبت إلي رئيس تحرير جريدة الشعب وطلبت منه انهاء عقدي مع الجريدة للتعيين في مجلس الدولة فرفض وقال "السادات هو إلي عينك هو إلي يقدر ينهي عقدك" وقال لي أنت لك مستقبل جيد في الصحافة وموهبتك تؤهلك لتكون صحفي جيد وأمام اصراري قال اذهب للسادات هو الذي يستطيع انهاء عقدك وبعد ستة أيام متواصلة احاول مقابلة السادات دون جدوي أخيرا قابلته واخبرته برغبتي في الالتحاق بالسلطة القضائية فقال لي السادات سأرفع راتبك إلي 35 جنيها وسيبك من مجلس الدولة وأمام تصميمي وإلحاحي قال السادات خلاص ننهي عقده "وهو يراجع عقله ويرجع" وأمر بصرف 30 جنيها مكافأة لي وقال معاك كارنيه الجريدة تقدر ترجع في أي لحظة.

- وكيف تم تعيينك بمجلس الدولة رغم أنك لم تصل للسن القانونية؟
فعلا وقتها رفض محمد أبو نصير الأمين العام وقال لي سنك لم يصل للـ 21 ووعدني بأنه سيتحدث مع السنهوري رئيس مجلس الدولة في ذلك الوقت لاستثنائي من شرط السن وبالفعل تم اجراء تعديل للقانون واصبح سن التعيين بالسلطة القضائية 20 عاما.

- وكيف عدت مرة أخري إلي العمل بالصحافة؟
بعد تركي مجلس الدولة وخروجي علي المعاش اتصل بي جمال بدوي رحمة الله عليه وقال لي أنت مش خرجت من مجلس الدولة ادعوك لكتابة مقال اسبوعي في جريدة الوفد وبدأت بالفعل أكتب وكان الصحفي الكبير جمال بدوي يمر علي منزلي بنفسه ويرسل سائقه إلي ليأخذ مني المقال اسبوعيا لأنه كان يسكن في حي مصر الجديدة بالقرب مني واستمرت الحال منذ عام 1993 حتي توفي جمال بدوي فأصبحت ارسل مقالي بالفاكس أو أذهب إلي مقر الجريدة لتسليمه بنفسي.

- من وجهة نظرك ما الأسباب الحقيقية وراء أزمة جناحي العدالة؟
هذا السيناريو له أسباب عامة وأخري ذاتية العامة تتمثل في وجود تخلف في النواحي الإدارية بالقضاء وقصور في الخدمات اللازمة في المحاكم لتحقيق العدالة سواء للقضاه أو المحامين أو المتقاضين فهي متدنية جدا بمعني عدم وجود أماكن يجلس فيها المحامون لدراسة ومتابعة قضاياهم وانتظار الجلسات وعدم وجود أماكن لقضاء الحاجة سواء للمحامين أو للمتقاضين عدم وجود وسائل لمواجهة الظروف الجوية والحر الشديد بحيث القضاة والمحامين يكونون في حالة عدم ايذاء بدني كذلك عدم وجود وسائل اتصال متاحة للمحامين.

- المناخ السيء وعدم وجود امكانيات يمكن أن تكون سبب وصول الأمر لهذا الحد؟
بالطبع هناك أسباب أخري وهي الطريقة التي يتم بها التعيين في السلطة القضائية فهي تؤدي إلي استغلال بعض الغير المتفوقين لوظائف القضاة بناء علي أنهم ابناء قضاة ومستشارين وهناك الكثير من المحامين الشباب لا يتم تعيينهم رغم حصولهم علي تقديرات أعلي من ابناء المستشارين ويتم استبعادهم لأنهم ليسوا ابناء أحد المستشارين وبالتالي يشعر هذا المحامي الذي حصل علي تقدير عال ولم يتعين بالسلطة القضائية بالغيرة والحقد لأنهم أحيانا يكونون ابناء دفعة واحدة ومن هنا يأتي الاحتكاك.

- وهل تعتقد أن هناك اطرافا تستغل الأزمة لتحقيق مصالح شخصية؟
هناك صراع بين النقيب الحالي للمحامين ومجموعته وبين المجموعة السابقة وعدد من الإخوان والصراع دائر علي المشروع الجديد الذي تم اعداده بواسطة النقيب الحالي لتعديل نسبة الأغلبية اللازمة للجمعية العمومية لطرح الثقة بالنقيب ومجلس الإدارة وكان هذا الاشكال ساخنا فحدث التضارب بين المحامين بطنطا و مدير النيابة وأدي ذلك إلي تفجير النزاع لحساب الأوضاع القائمة خاصة وأن النيابة العامة لم تختر ندب قاض للتحقيق في الموضوع وكان ينبغي عليها ذلك لابعاد أي انتقاد للتحقيق الذي قامت به.

- كيف يمكن تجنب تكرار هذا السيناريو المؤلم؟
التغلب علي عدم كفاءة الخدمات اللازمة لحسن أداء العدالة وهذا الأمر يقتضي إعداد دراسة مشتركة بواسطة المحاميين والمسئولين عن الإدارة القضائية في وزارة العدل وبعض القضاه لتحديد الاحتياجات اللازمة لتطوير المحاكم ليكون لديها كل الوسائل اللازمة لراحة المتقاضين والقضاة والمحامين لحسن اداء العدالة علي مستوي التكنولوجيا المتقدمة مع ادخال الميكنة والخدمات الالكترونية.

- هل حاولت تطبيق هذا الأسلوب أثناء توليك منصبك بمجلس الدولة؟
بالفعل أثناء رئاستي لمجلس الدولة وضعت سياسة رغم عدم توفر اعتمادات مادية من وزارة العدل عقدت اتفاقية للتنمية واستعنت بالقوات المسلحة لاعداد نظام مركزي للكمبيوتر في مجلس الدولة ووضعنا قاعدة بيانات لجميع ملفات قضايا مجلس الدولة وكذلك البيانات الخاصة بالقضاة والجوانب المالية والإدارية واستعنت بالقوات المسلحة أيضا في إعداد نظام للميكروفيلم ونسخ وتصوير كل المستندات والأوراق الخاصة بالقضايا وادخلت نظام الأتصال بالفاكس بين المركز الرئيسي بالقاهرة وباقي الأقاليم وكنت أريد تعديل القانون بمجلس الدولة لتبسيط الإجراءات وابعاد الإنحراف الذي يحدث من بعض الاداريين والمحضرين إلا إني احيلت إلي المعاش ولم يصدر قانون مد السن إلي 64 عاما إلا بعد خروجي بالفعل علي المعاش وبلوغي سن الـ 64 لذلك لم يتم استكمال الاصلاح الذي بدأته في مجلس الدولة.

- وهل تعتقد أن المحاكم المصرية تحتاج لنوع من الاصلاح؟
أكيد المحاكم المصرية تحتاج إلي اصلاح قضائي شامل سواء من النواحي الإدارية والخدمية بالاضافة إلي ضرورة تعيين عدد كافي من رجال النيابة والقضاة بسرعة الفصل في القضايا التي يتأخر الفصل فيها أحيانا إلي سنوات ونجحت بالفعل في فترة رئاستي لمجلس الدولة في تعيين 125 شابا من أوائل كليات الحقوق دون استثناء أو تجاوز أو محسوبية وواسطة ويطلقون علي انفسهم الآن دفعة المستشار حامد الجمل.

- بمناسبة تعيين أوائل كليات الحقوق أنت مع أم ضد تعيين المرأة في مجلس الدولة؟
المبدأ الأساسي المقرر في الدستور ودساتير العالم والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان هو عدم التميز ضد المرأة والحقوق السياسية والاقتصادية للمواطنين تقر المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق العامة وفي شغل الوظائف والمناصب العامة المختلفة إنما الشرط الأساسي والبدهي والطبيعي هو أن يكون تعيين أي شخص لأي عمل مرتبطا بصلاحيته وكفاءته لاداء هذا العمل.
هناك أعمال تستطيع النساء تأديتها بجدارة وكفاء أكثر من الرجال مثل التمريض والتدريس والطب وغير ذلك من خدمات الاتصال والصحافة وهناك أعمال يكون اداء المرأة لها صعبا وعلي حساب مسئوليتها العائلية وفيها مشقة تجعل الرجال أكثر قدرة علي ادائها من النساء نظرا للطبيعة البيولوجية فمثلا المرأة لا تكون أفضل من الرجل لقيادة قطار أو طائرة والرجل لا يستطيع أن يعمل جليس أطفال وبالتالي المعيار هنا في عدم التمييز والتفرقة هو القدرة البيولوجية والنفسية والتأهيل العملي لأداء العمل وليس مجرد الانتماء لجنس معين سواء كان رجلا أو امرأة وبناء عليه فإن وجود المرأة قاضية في مجلس الدولة يتعين عليها حبس نفسها ثلاثة أيام داخل منزلها لدراسة القضايا ويومين لاصدار الأحكام واتذكر في زمن رئاسة د. عائشة راتب وكانت الأولي علي دفعتها بدعوي لتعاينها في مجلس الدولة وانتهي الحكم الذي اصدره السنهوري إلي أنه ليس ملائما لصالح العدالة الإدارية تعيين المدعية في الوظائف الفنية بمجلس الدولة والتبرير لهذه المبدأ هو أن العمل في مجلس الدولة يعتبر من نوعية متميزة يقوم علي الابداع القانوني في قضايا لا توجد نصوص للفصل فيها والحكومة في الطرف في هذه القضايا حكومة أي لها نفوذ وضغوط ويقتضي العمل في القسم القضائي بالمجلس فضلا عن التنقلات بين الاقاليم أن يتفرغ من يقوم بهذا العمل نظرا لصعوبته بدراسة الفتاوي في بيته ثلاثة أيام في الأسبوع بما لا يقل عن ثماني ساعات يوميا.

- إذا كانت هناك امرأة مبدعة وخبرة في هذا العمل ولديها عقلية تفوق عشرة رجال في هذا المجال؟
الحكاية مش منظرة أو وجاهة ليقال عينا امرأة قاضية فإذا تم التعيين بمجلس الدولة فلن يصلن لدرجة قاض إلا بعد 15 سنة والمشكلة كما سبق وذكرت قلة الاستراحات ودورات المياه المخصصة لهن وجميع الخدمات التي تحافظ علي كرامتهن ومن الممكن أن تؤدي المرأة العمل القانوني داخل الإدارات القانونية المختلفة أو في النيابة الإدارية لأنها تعمل ساعات عمل محدودة من الصباح حتي الثانية ظهرا.
ولماذا المرأة لا تصبح شيخ أزهر أو بطريرك مثلا لذا يجب ألا يقتصر تعيين المرأة في أي مجال علي كونها امرأة فقط ليكون نوع من الوجاهة المجتمعية.

- هل تصلح المرأة لخوض الانتخابات الرئاسية من وجهة نظرك؟
هناك رأي ابتدع قريبا يقول إن الفقه الإسلامي يمنع تولي المرأة للخلافة والخلافة ألغيت ويوجد الآن رئاسة للدولة فيمكن كما حدث في بنجلادش لكن رؤساء دول العالم في الشرق والغرب من الرجال لأن طبيعة العمل بما فيه من صراعات ومشقة أثناء الانتخابات تتناقض مع طبيعة المرأة وتكوينها ومسئوليتها كأنثي بدليل أن هلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا صرحت منذ أيام بأنها اجهدت وتريد الراحة مع ابنتها وزوجها.

- هل الأسباب عدم وجود شخصيات عامة قادرة علي خوض الانتخابات الرئاسية؟
أم يعود إلي أنه حتي الآن لم يظهر سوي البرادعي؟ النظام الحاكم منذ عام 1952 موجود ومستمر بالمبادئ والأوضاع الجوهرية أي منذ العهد الناصري وسيطرة الرئاسة علي السلطات الثلاث وسيطرة الحزب الواحد في الماضي كان الاتحاد الاشتراكي وتغير اسمه إلي الحزب الوطني وعدم اتاحة الفرصة للترشح للرئاسة لاخرين غير الرئيس إلا بموافقة 250 نائبا برلمانيا وشعبيا محليا مع عدم تعيين نائب للرئيس بالمخالفة للدستور بالإضافة إلي استمرار حالة الطوارئ المستدامة التي تقيد حرية الموطن وكذلك حرية الأحزاب السياسية في التحرك في الشارع.
كل ذلك أدي إلي عدم وجود شخصيات عامة لها اتصال عام بالشعب ولها قاعدة سياسية من الثقة الجماهيرية يمكنها من خوض الانتخابات الرئاسية والتنافس مع مرشح الحزب الوطني بالإضافة إلي عيوب النظام الانتخابي ذاته الذي لا يمسح بالتصويت للعاملين بالخارج وعددهم ستة ملايين مصري بالإضافة إلي منع القوات المسلحة والشرطة من ممارسة حق التصويت علي خلاف ما هو جار في دول العالم الديمقراطية فضلا عن ابعاد الاشراف القضائي الجدي علي لجان الانتخابات خاصة الفرعية والتي يجب أن تعود لضمان نزاهة الانتخابات كل هذه العوامل تدعو إلي احجام الكثيرين للترشح ومنافسة مرشح الحزب الحاكم وفي هذه الانتخابات الرئاسية يحرم المجتمع من المنافسة بين شخصيات لها كفاءة ذات وطنية عالية وذات وطنية عالية وثقة شعبية واسعة لأنه ليس هناك سوي مرشح واحد حقيقي.

- تتوقع من مرشح الحزب الوطني في الانتخابات الرئاسية القادمة؟
لن يترشح عن الحزب الوطني سوي الرئيس مبارك وكل من سوف يترشح من الأحزاب القائمة المحاصرة داخل مقارها والضعيفة في ادائها السياسي لا يمكن أن ينجح علي الاطلاق في مجرد المنافسة مع الرئيس الذي يملك السيطرة التامة علي السلطات الثلاث في الدولة ويتمتع بالقيادة العليا للقوات المسلحة والشرطة ورئاسة المجلس الأعلي للهيئات القضائية ويتحكم في جهاز إعلامي ضخم يتمثل في الصحف المسماة بالقومية بالإضافة إلي اتحاد الإذاعة والتليفزيون فضلا عن ميزانية للدعاية الانتخابية ضخمة بالملايين للانفاق علي المعركة الانتخابية.

- لماذا نجح البرادعي في استقطاب العديد من المثقفين؟
إزاء عدم توفر مناخ سياسي يسمح بوجود منافسين حقيقيين أمام مرشح الحزب الوطني القادم ووجود ظاهرة ترشيح جمال مبارك نجل الرئيس مستندا إلي تاريخ ونفوذ والده وقيادته لما يسمي بلجنة السياسات بالحزب الحاكم فإن ملايين المواطنين الذين يرغبون في التغيير لمعارضتهم للسياسة الداخلية والخارجية للنظام وبالذات بالنسبة لمنظومة الاندماج بين رجال الأعمال والاثرياء والتوجه الداخلي لتوفير الامتيازات للطبقة الجديدة من رجال الأعمال ومن ينتمي إلي مراكز القوة في السلطة المتحالفة والمشاركة لهم في السيطرة علي الثروة والسلطة معا هؤلاء الناخبون يتهافتون علي بديل من الشخصيات العامة للترشح بما يحقق لهم التغيير في السياسات القائمة لذا فإن ظهور د. البرادعي ورفع شعار التغيير أدي إلي التفاف عدة آلاف من المثقفين حوله إلا أنه يقف حائلا بينه وبين الترشح الشروط الواردة في الدستور في المواد 76،77،86 والتي يطالب بتعديلها حتي يتسني له التشرح وهو الأمر الذي يلقي رفضا من النخبة الحاكمة لأي تعديل بحجة استقرار احكام الدستور والحقيقة هي المحافظة علي احتكار السلطة والثروة.

- وهل المادة 76 تتناقض حقا مع الدستور؟
التعديلات التي ادخلت علي المادة 76 سنة 2007 جعلتها مادة شاذة سواء في طولها أو في مضمونها الشروط المعيقة لأي مرشح طبقا لما في المادة عدا الرئيس مبارك أو نجله "السيد جمال مبارك" وهي مادة ليس لها مثيل في الدساتير المصرية السابقة ودساتير العالم فهي مادة تغلق الباب إلا علي مرشح الحزب الوطني بالقيود الواردة فيها.

- وكيف يمكن انعاش الحياة السياسية والحزبية؟
لا يمكن أن تكون هناك حياة حزبية سليمة وديمقراطية إلا بتعديل احكام الدستور واحكام قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون الأحزاب وإزالة القيود المقررة في هذه التشريعات والدستور المتعلقة بإقامة الأحزاب السياسية أو بنشاطها والتي تمنع في ظل حالة الطوارئ المستدامة وغير الدستورية مباشرة هذه الأحزاب مع المواطنين للحريات العامة المختلفة سواء حرية الاجتماع أو التظاهر وحرية الإعلام أيضا وبغير هذه التعديلات فإن الأحزاب سوف تظل كما هي محجوزة داخل مقارها وغارقة في المنازعات الداخلية بين من يطمحون إلي رئاستها سواء للأسباب الذاتية الخاصة بهذه الأحزاب أو بسبب تحريض الحزب الحكم وتأييده للخلافات بداخلها حتي يكون هو الحزب الوحيد الذي يمارس النشاط الحزبي وما يحتكر السلطة والثروة.

http://www.baladnews.com/article.php?cat=4&article=6094



السبت، 28 مارس 2009

قيادات المعارضة:تفويض رئيس الجمهورية في الأمور السيادية أمر لا يقبل المزايدة

كتبت عبير حمدي:

أعلنت أحزاب المعارضة تأييدها لقرر مجلس الشعب المصري بتفويض الرئيس مبارك في عقد صفقات الأسلحة وإصدار قرارات لها قوة القانون والتي وافق عليها مجلس الشعب بجلسة مساء أمس الأول. وكانت أحزاب «الشعب» برئاسة أحمد جبيلي و«الأمة» جبهة حجازي و«الأحرار» جبهة درويش و«العدالة» برئاسة محمد عبدالعال و«الاتحادي» جبهة ترك و«مصر العربي» ممثلة في عادل القلا الأمين العام والمتنازع علي رئاسة الحزب أصدرت بياناً أكدت فيه أن تفويض رئيس الجمهورية في الأمور السيادية أمر لا يقبل المزايدة أو المناقشة وأن المؤسسة العسكرية المصرية وتسليحها وإعدادها يأتي في مقدمة الأولوليات حيث أنها هي المنوطة للحفاظ علي أمن وأمان مصر وعدم المساس بسيادة التراب المصري ورفضوا مزايدة البعض التي شهدتها مناقشات المجلس مطالبين إياهم بإعادة النظر في مواقفهم التي لا تخدم أحداً سوي المتربصين بمصر والمصريين.

الجمعة، 27 مارس 2009

سياسيون - علي الحكومات العربية احياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك - و مجابهة التسلح النووي الاسرائيلي

في ذكري توقيع معاهدة كامب ديفيد

القوي الوطنية تطالب الحكومات العربية بوضع استراتيجية للتوازن العسكري مع إسرائيل


كتبت عبير حمدي:

طالبت القوي الوطنية جميع الحكومات العربية بوضع استراتيجية موحدة لتحقيق التوازن العسكري والنووي والاقتصادي بين الدول العربية وإسرائيل التي احتفلت أمس بمرور 30 عاما علي اتفاقية كامب ديفيد للسلام وحذرت القوي الوطنية من خطورة امتلاك إسرائيل للسلاح النووي دون غيرها بالمنطقة علي الاستقرار والسلام بالشرق الأوسط، أكد النائب عبد العزيز شعبان وجود خلل في توازن القوي بين الدول العربية وبين اسرائيل في المجال العسكري وكذلك الاقتصادي وعلي الدول العربية التحرك السريع لامتلاك سلاح نووي لتردع به أي تطرف إسرائيلي وذلك لن يحدث إلا بتحول الهدف الاستراتيجي والقرار السياسي العربي الي العمل علي تحقيق هذا التوازن لأن السلاح النووي الاسرائيلي يهدد السلام بالمنطقة ويعمل علي عدم الاستقرار وطالب شعبان الدول العربية باحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك وعمل برنامج نووي عربي مشترك. وقال القطب اليساري الدكتور زهدي الشامي إذا كان شعار العرب السلام خيار إستراتيجي فلايجب ان يكون بشكل أحادي الجانب في ظل وجود محتل ومعتد فيجب ان يعاد طرح الاستراتيجية تحت شعار تحرير الارض العربية لأن التهديدات الاسرائيلية للمنطقة مازالت قائمة.

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة